تمكين المرأة

سمعنا في الفترة الأخيرة جمل كثيرة مثل “مكان المرأة الطبيعي“ أو رجوع الإمراءة صانعة الأجيال إلى ”مكانها الطبيعي”. و سمعنا أيضا جمل أخرى مثل “حين مكنا الإمرأة“ أو ”حين منحنى الإمرأة مناصب عليا “ و تعليقات أخرى مثيلة تستحق التفكير و الملاحظة من قبلنا نحن النساء.

 فأنا مثلا اليوم كإمرأة خاضت الحياة العملية و من ثم الحياة الزوجية و من ثم الحياة كأم عاملة و بعدها كأم ربت منزل أحب أن أوضح نقطة مهمة جدا من تجربتي البسيطة في الحياة و من قراءتي انه لا يوجد شيء اسمه “مكان المرأة الصحيح“ أو ”الطبيعي“. و أحب أن أأكد أيضا أنه لا يوجد شيء اسمه “تمكين المرأة” فالمرأة متمكنة بحد ذاتها و من غير أي عنصر خارجي أن تحقق أهدافها و طموحاتها بنفسها.

نرجع الآن لكلمة “مكان المرأة صانعة الأجيال الطبيعي“ أو ”الصحيح.” هذه الجملة بحد ذاتها تثير الحيرة و الجدل. فماذا عن الامرأة اللتي نجحت في تحقيق أحلامها المهنية و أدت كل ملتزماتها الوظيفية بكفآئة و وصلت إلى اعلى المناصب و تفوقت حتى على زملائها الذكور، هل يجوز لنا أن نقول عنها أنها ليست في مكانها الطبيعي او الصحيح؟ ومذا عن الإمرأة ربة المنزل اللتي وهبت حياتها للمنزل و لكن للأسف ولظروف خارجة عن طاقتها لم تستطع تخريج جيل ناجح؟ فمذا يكون وضع هذه الإمرأة و من المسؤول عن عدم تمكينها في المنزل؟

لذا يجب أن نستنتج أن ليست كل إمرأة عاملة او ذات منصب عالي خسرت بيتها أو فشلت في صناعة جيل ناجح، وليست كل إمرأة ربة منزل نجحت في تأسيس بيتها أو صنع جيل ناجح كما يقال. فليس بتاتا “مكان” المرأة مؤشر لنجاح او فشل المجتمع. ولكن الحب والتفهم و التشجيع و التعاون و التقدير المتاح لها في المنزل أو في العمل هو العنصر و المؤشر الوحيد الفعال الذي يبرز أجمل ما فيها. فالحب و التفهم و التعاون هو ما ينتج أفضل عطاء لأي إمرأة و ينعكس على عائلتها و مجتمعها. و من وصايا اسلامنا الذي كرم المرأة قوله تعالى “رفقا بالقوارير” فرفقا أيها المجتمع بالقوارير.. رفقا بأمهاتكم و أخواتكم و زوجاتكم و بناتكم و إن كان في شيء بسيط كأقوالكم و ألقابكم لهن.

تحياتي،

One thought on “تمكين المرأة

  1. كل ما تكتبيه رائع وجميل يا ساره ،، كجمال روحك🌷 استمري …أتمنى لك راحة البال والتوفيق

    Liked by 1 person

Leave a reply to Wafa Cancel reply